الطلاق هو انتهاء الرّابطة الزّوجية بين أيّ رجلٍ وامرأةٍ متزوجين بطريقةٍ شرعيةٍ، والرّجل هو من يمتلك حقّ الطلاق إلّا أنَّ المرأة لها الحق في طلب الخلع والتفريق عند القُضاة، وقد أعطى الله تعالى الرّجل حق التحكم بالطّلاق بسبب أهميّةِ هذه الرّابطة الأُسرية التي تقوم عليها المجتمعات، ونظراً إلى أنّ الرّجل يتحكّم بعواطفه ويستخدم عقله فإنّه يحمي هذه الرّابطة عند حدوثِ المشاكل، بينما المرأة مخلوقةٌ على العاطفةِ والمشاعر فلو امتلكت حق فكّ الرّباط لربما كان التسرّع في كثيرٍ من الأحيان هو المُدمِّر للأسرةِ كاملةً.
وضّح الله تعالى ورسوله الكريم محمد - صلى الله عليه وسلّم - كل ما يختص بقضايا الطلاق؛ وذلك لحساسية الموضوع وأهميته المُطلقة، فقد يكون الطّلاق قبل الدخول، أو بائناً بينونةً صغرى، أو قد يكون الطلاق بائناً بينونةً كبرى، وكلّ حالةٍ لها أحكامٌ وشروطٌ للمحافظة على الحقوق والأنساب.
الطلاق في الأردنازدادت حالات الطّلاق في الأردن في الآونة الأخيرة بشكلٍ كبيرٍ، وقد تنوّعتْ هذه الحالات بين الطلاق قبل الدّخول والذي احتل أعلى نسبةٍ خاصةً بين المتزوجين الحديثين، والطلاق البائن بينونة صغرى، أمّا الطلاق البائن بينونة كبرى فقد احتل أقلَّ نسبةٍ.
عند إجراء الدّراسات والتحليلات لهذه الحالات تبيّن تنوّع الأسباب بين الأسباب الكبيرة والحقيقية والأسباب الصغيرة والتّافهة، ولكنَّ غضب الرَّجل وتسرّعه كان سبباً في ضياع الأسرة.
عزا اختصاصيو علم الاجتماع حدوث حالات الطلاق بسبب عدم معرفة المُقبلين على الزّواج أهميةَ هذه الرّابطة، وبما يتوّقف عليها في جميع حالاتها، وعدم تحكّم الزَّوج بعواطفه وانفعالاته فيلقي بِيمينِ الطّلاق في لحظاتِ الغَضَب والعصبية على أمورٍ بسيطةٍ يُمكنُ حلّها بهدوء، كما أنّ لضعفِ الوازعِ الدّيني والرّوابط الاجتماعية دورٌ كبيرٌ في التهاون بعمليات الطلاق؛ فالطلاق ليس هو الحل في كثيرٍ من الحالات وخاصةً أنَّ المرأة والأطفال هم الضَّحية.
تأثير الطلاق يمتد لأسرة الزّوج والزّوجة؛ فالزّواج كان ارتباطاً بين أسرتين برباط النّسب والدّم، وهذا الرّابط لم يَعد يقدِّره الكثير من الناس، بل إنّ هذا الطلاق قد يُسبب الخصومة، والبغضاء، والمقاطعة بين هاتين الأسرتين.
على الوالدين غَرسُ مفاهيمِ الزّواج الصحيحة والأصيلة عند أبنائهم قبل إقبالهم على الزّواج، وعدم إشعارهم بأنّها تجربة وإذا لم تنجح فهذا الأمرُ عادي؛ لأننا نعيش في عصرِ التطور والتقدّم، حيث إنّ المقبلين على الزّواج أصبحوا يبحثون عن كل ما هو مفقود في الآخر ولا يقدِّر ما يمتلكه من صفاتٍ إيجابية مما يجعل كلّ طرفٍ يشعر بأنّه مظلوم وغير سعيد، ويريد أنْ يبحث عن السّعادة في مكانٍ آخر.
المقالات المتعلقة بالطلاق في الأردن